ينطلق، اليوم الإثنين، في مدينة دافوس السويسرية، الاجتماع السنوي الـ 53 للمنتدى الاقتصادي العالمي، في حضور عدد من الشخصيات البارزة التي تشكل السياسة العالمية وعالم الأعمال.
وينعقد المنتدى في الفترة من 16 إلى 20 جانفي الجاري، تحت شعار “التعاون في عالم مجزأ”.
ومن المقرر أن تشهد فعاليات المنتدى مشاركة أكثر من 2700 مسؤول بارز من 130 دولة، بما في ذلك 50 رئيس دولة أو حكومة، في ظل استبعاد تام لروسيا ومسؤوليها، حيث تعمق الأزمات المتعددة الانقسامات وتفكك المشهد السياسي.
وسيشهد هذا العام أيضًا أعلى مشاركة تجارية على الإطلاق في دافوس، مع أكثر من 370 شخصية عامة من الحكومات والمنظمات الدولية، وأكثر من 1500 من قادة الأعمال و 90 مبتكرًا.
كما ستشهد الاجتماعات حضور 56 وزيرا للمالية، و 19 رئيس بنك مركزي، و 30 وزيرا للتجارة، و 35 وزيرا للخارجية.
ومطلع الأسبوع، أعلن رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه بريندي، في إفادة صحفية، إن القمة التي تجري في منتجع الألب السويسرية تنعقد هذه السنة “في ظل وضع سياسي واقتصادي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود”.
ومن بين كبار القادة السياسيين المشاركين في القمة، المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
كما تضم قائمة الحضور كل من مبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، ورئيس البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، والمدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، والخبير الاقتصادي وخبير الطاقة التركي فاتح بيرول، وهو المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية. شارك أيضًا في الحدث.
وسيكون هناك أيضًا مشاركة للورانس فينك، الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك” وهي شركة استثمار أمريكية متعددة الجنسيات.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حكومته تستعد لحضور منتدى دافوس، مضيفًا أنه على اتصال مع فينك شأن جهود إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب المستمرة، والتي توشك على دخول شهرها الثاني عشر.
وأوضح زيلينسكي، الذي أجرى مكالمة فيديو مع فينك في سبتمبر الماضي، في خطاب حديث إلى الشعب الأوكراني “المتخصصون في هذه الشركة (بلاك روك) يساعدون أوكرانيا بالفعل في هيكلة صندوق إعادة الإعمار”.
احتجاجات متوقعة ضد قضايا عالمية
ومن المتوقع أن يحتج مئات النشطاء في دافوس ضد الشركات العالمية لتفاقم الضرر الذي يلحقه الإنسان بالبيئة.
وتأتي الاحتجاجات المرتقبة، بينما تشهد اجتماعات دافوس المختلفة على مدار السنوات، انتقادات لما يسمون بـ”نخبة دافوس” واتهامهم بالنفاق، على خلفية تحليقهم على سبيل المثال في طائرات خاصة لمناقشة تغير المناخ.
والعام الماضي، أظهرت التقارير أن انبعاثات الطائرات الخاصة تضاعفت 4 مرات، حيث حلقت أكثر من ألف طائرة داخل وخارج المطارات التي تخدم قمة دافوس.
معادة ما تقيد السلطات بشدة مكان وحضور المظاهرات، وعادة ما تسمح بالتجمعات لنحو 500 شخص فقط.
وفي السياق، اتخذت السلطات السويسرية إجراءات أمنية مشددة في جميع أنحاء دافوس، ونشرت الآلاف من أفراد الأمن الإضافيين في المدينة، علاوة على نقاط تفتيش محتملة على الطرق المؤدية إلى دافوس، وقيدت حركة المرور على طرق معينة في وسط المدينة.
إلى أين تتجه العولمة؟
يعد سؤال “إلى أين تتجه العولمة؟” هو أهم الأكبر ما سيركز عليه منتدى دافوس، حيث تسببت جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، في إقناع البعض بأن عصر العولمة الوشيك يقترب من نهايته.
في هذا السياق، يبدو أن المؤتمر مستعد لتقييم الاضطرابات المنهجية ومواصلة الدعوة إلى العولمة.
يذكر أن الاجتماع السنوي للمنتدى سيعقد على خلفية توقعات اقتصادية صعبة، وسيركز المنتدى على الضرورات المزدوجة لاتخاذ القرارات الصحيحة للاقتصادات والشركات والمجتمعات لتجاوز هذه الأوقات المعقدة.