في حين تتقدّم الأرجنتين بخطوات ثابتة في مونديال قطر لكرة القدم وترفع من وتيرتها من مباراة لأخرى، يسير المهاجم لاوتارو مارتينيس في الاتجاه المعاكس لدرب الانتصارات الذي يخطه منتخب “ألبيسيليتسي” حيث ما زال صائماً عن تسجيل الأهداف.
شكّل مارتينيس، في السنوات الأربع الاخيرة وتحديداً منذ مونديال روسيا 2018، الخيار الأوّل في صفوف “راقصي التانغو”، فلعب إلى جانب النجمين ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا ضمن ثلاثي الهجوم.
حافظ مهاجم إنتر الإيطالي على مكانته في المباراتين الأولين في منافسات دور المجموعات في قطر، متسلحاً بسجله الصلب المتضمن 21 هدفاً في 44 مباراة بقميص بلاده.
لكن يبدو أن كل شيء انهار سريعاً لمارتينيس في العرس الكروي العالمي، لدرجة أنه وجد نفسه ضحية تعليقات لاذعة ونكات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد فوز الأرجنتين على أستراليا 2-1 في ثمن النهائي.
مع نهاية اللقاء، وبعد دخول مارتينيس من على مقاعد البدلاء، شعر عشاق الكرة المستديرة أن ميسي يحاول بشتى الطرق تمرير كرة باكورة أهداف زميله في المونديال.
وبعد احدى المراوغات الساحرة من ميسي مرر الكرة إلى مارتينيس داخل منطقة الـ 18 ياردة حيث وجد ابن الـ 25 عاماً نفسه بمواجهة الحارس، غير ان تسديدته علت المرمى.
كانت الأمور ستكون مغايرة لمهاجم “نيراتزوري” لو نجح في التسجيل، علماً أنه كان هز الشباك مرتين في الخسارة أمام السعودية 1-2 في مستهل مغامرة الأرجنتين، غير أن الحكم المساعد والفيديو المساعد “في آيه آر” كانا له بالمرصاد بسبب تسلله في الحالتين كلتيهما.
أمام المكسيك، افتتحت الأرجنتين بفضل تسديدة خارقة من ميسي التسجيل بعد دقيقة من خروج مارتينيس ودخول خوليان ألفاريس بدلاً منه.
خسر مارتينيس مركزه لصالح ألفاريس مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي في المباراة الاخيرة لدور المجموعات أمام بولندا (2-صفر)، ليعيد ثقته به بتسجيله هدفين في مباراتين خاضهما أساسياً.
وبعدما دخل بدلاً من ابن الـ 22 عاماً قبل 20 دقيقة من صافرة النهاية، حصل مارتينيس على ثلاث فرص لقتل المباراة أمام “سوكروز”.
تسبب الفشل الذي رافق مارتينيس بتعرضه لانتقادات حادة وباطلاق سلسلة من الصور الفكاهية والنكات اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي.
حتى أن البعض ذهب بعيداً بتشبيهه مهاجم إنتر بمواطنه غونسالو هيغواين الذي أضاع فرصة بعدما انفرد بالحارس مانويل نوير في نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا (خسرت الأرجنتين صفر-1 بعد التمديد).
-“لاوتارو أنقذنا مرات عدة”-
سارع ميسي والمدرب ليونيل سكالوني للدفاع عن المهاجم “المنحوس”، فقال “البرغوث” الصغير “لاوتارو هو لاعب مهم جداً بالنسبة لنا، هو مهاجم، يعيش من أجل الأهداف”.
ربما كان يدرك ذلك، لأنه حاول يائساً أن يجعل شريكه في الهجوم مارتينيس يهز الشباك أمام أستراليا.
وقال سكالوني عندما سُئل عن أخطاء المهاجم أمام أستراليا “لقد أنقذنا لاوتارو مرات عدة، لا أريد التحدث عن هذه التفاصيل، سيكون ذلك غير عادل على لاوتارو الذي قدّم لنا وسيظل يمنحنا الكثير من السعادة”.
ومن المؤكد أن يحتفظ ألفاريس بمركزه الأساسي أمام هولندا الجمعة في ربع النهائي.
أضاف سكالوني “من الرائع أن خوليان يسجل ولاوتارو سيسجل أيضاً”، رغم أن مسار اللاعبين لا يتقابلان اذ يتألق الأوّل في قطر في حين خفت وهج الثاني.
وفي حين يلعب مارتينيس أساسياً في إنتر، لم يخض ألفاريس سوى 3 مباريات اساسياً مع سيتي من أصل 14 مباراة في الدوري، علماً أنه حصل على هذه الفرصة في مباراتين اما لاصابة المهاجم النروجي إرلينغ هالاند او عودته من الاصابة.
رغم ذلك، سجل ألفاريس ثلاثة أهداف في المباريات الثلاث التي خاضها أساسياً، من دون أن يهز الشباك في مبارياته التسع كبديل.
مع تألق ميسي وإثبات مرة جديدة أنه مصدر إلهام للأرجنتين، بتسجيله ثلاثة أهداف وتمريره كرة حاسمة في مونديال قطر، لن يمانع الأرجنتينيون من يسجل الأهداف، طالما استمر المنتخب في السير على طريق الفوز.
تتحول انتصارات “راقصي التانغو” إلى تجربة حلوة ومرة لمارتينيس ولبديله ألفاريس.