بعد تأهل تاريخي لدور الـ 16 من مونديال قطر لكرة القدم، في ثاني إنجاز من نوعه بتاريخ المغرب، يخوض المنتخب الوطني الثلاثاء، مباراة حاسمة أمام نظيره الإسباني.
وتشخص عيون المنتخب المغربي وجماهيره إلى التأهل لدور الـ 8 لتحقيق إنجاز غير مسبوق عربيا بالعبور إلى الدور ربع النهائي.
وحقق جيل 1986 الإنجاز الأول للمغرب بالمكسيك بالتأهل إلى دور ثمن النهائي متصدرا مجموعته بخمس نقاط (من تعادلين وفوز) والتي ضمت كلا من إنجلترا وبولندا والبرتغال ليصبح أول فريق عربي وإفريقي يصل للدور الثاني.
ويمتلك جيل 2022 بقيادة المدرب المغربي وليد الركراكي عناصر قوة تؤهله لتحقيق ما عجزت كل نسخ المنتخب بالوصول إلى أبعد نقطة في المونديال.
وتصدر المغرب ترتيب المجموعة السادسة من دور المجموعات، برصيد 7 نقاط، وجاءت كرواتيا ثانيا بخمس نقاط وتأهلت هي الأخرى إلى الدور الثاني من المونديال، بينما حلت بلجيكا ثالثا بـ 4 نقاط، وأخيرا كندا دون أي نقطة.
منتخب المحترفين
أولى نقاط القوة لدى المنتخب المغربي أنه مشكل في معظمه من لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية (الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والفرنسية).
ومن أصل 26 لاعبا مغربيا، يلعب 20 منهم في أوروبا، يتقدمهم العميد غانم سايس لاعب بشكتاش التركي، وأشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، ونصير مزراوي لاعب بايرن ميونخ الألماني، وحكيم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي، وسفيان أمرابط لاعب فيورونتينا الإيطالي.
ولا يلعب في الدوري المغربي سوى ثلاثة لاعبين فقط، كلهم ينتمون لفريق الوداد البيضاوي (الفائز بالدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي) وهم الحارس أحمد رضا التكناوتي، واللاعبين يحيى جبران، ويحيى عطية الله.
أما اللاعبين الثلاثة الآخرين، اثنان منهم يلعبون في الدوري السعودي وهما الحارس منير المحمدي لاعب نادي “الوحدة”، وعبد الرزاق حمد الله لاعب نادي “الاتحاد”، بينما يلعب بدر بانون في فريق “قطر” القطري.
ولدوا وتكونوا في أوروبا
ثاني عناصر القوة في المنتخب المغربي أن معظم لاعبيه من مواليد أوروبا لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذين تكونوا في فرق أوروبية معروفة، كحال أشرف حكيمي الذي تكون في ريال مدريد وعبد الصمد الزلزولي في فريق برشلونة الإسبانيين.
ويعتبر نصير مزراوي منتوج خالص لـ”أجاكس امستردام”، فيما ولد كل من حكيم زياش وسفيان أمرابط وزكرياء أبوخلال في هولندا وتكونوا في عدد من فرقها.
نفس الأمر بالنسبة لبلال الخنوس وسليم أملاح وإلياس الشاعر وأنس الزعروري الذين ولدوا في بلجيكا وتخرجوا من أنديتها.
كما نشأ وتكون سفيان بوفال ورمان سايس في فرنسا، ووليد شديرة في إيطاليا.
فيما لم ينتقل من الدوري المحلي للاحتراف سوى أربعة لاعبين، وهم نايف أكرد لاعب ويستهام الإنجليزي، ويوسف النصيري لاعب إشبيلية الإسباني، وأشرف داري لاعب ستاد بريست 29 الفرنسي، وجواد اليمين لاعب بلد الوليد الإسباني، وعز الدين أوناحي لاعب أونجي الفرنسي، إضافة إلى اللاعبين الثلاثة الذين يلعبون في أندية خليجية.
مدرب من جالية المغرب بأوروبا
وتبقى أحد عناصر قوة المنتخب المغربي قيادته من طرف مدرب وطني شاب (47 سنة) ولد في ضواحي فرنسا ولعب في أندية فرنسية وإسبانية، وكذلك في المنتخب المغربي 45 مقابلة دولية في الفترة ما بين 2001 و2009.
ويشارك المغرب للمرة السادسة في المونديال، لكنها المرة الثانية التي يقوده فيها مدرب وطني، ففي أول مونديال شارك فيه المنتخب المغربي عام 1970 قاده اليوغسلافي بلاغوي فيدينيتش.
وفي مونديال 1986 قاده البرازيلي المهدي فاريا الذي حقق الإنجاز الأول بالتأهل للثمن النهائي، قبل أن يعتنق الإسلام ويحمل الجنسية المغربية ويدفن في مقبرة “الشهداء” بالعاصمة المغربية الرباط.
فيما قاد المنتخب الوطني في مونديال الولايات المتحدة 1994 المغربي عبد الله بليندة والذي لم يحقق ولو نقطة واحدة، فيما قاد الفرنسيين هنري ميشيل المنتخب في مونديال فرنسا 1998 وهيرفي رونار في مونديال روسيا 2018.
وفي أوت الماضي، تولى وليد الركراكي قيادة المنتخب المغربي خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش، وذلك أقل ثلاثة أشهر عن انطلاق المونديال، لكنه بصم على أقوى مشاركة مونديالية بجمعه أكبر عدد من النقاط التي لم يسبق أن حصل عليها منتخب عربي وإفريقي في دور المجموعات، وذلك بسبع نقاط من تعادل أمام كرواتيا وفوزين أمام بلجيكا وكندا.
مرافقة عائلات اللاعبين
من عناصر قوة المنتخب المغربي أيضا، مرافقة أمهات بعض اللاعبين لهم في مونديال قطر، بعدما حرصت الجامعة الملكية لكرة القدم على أن تكون عائلات اللاعبين بجانبهم في قطر.
وأشعل النجم المتألق أشرف حكيمي الظهير الأيمن للمنتخب المغربي حماس الجماهير الرياضية بعد انتصار منتخب بلاده أمام بلجيكا برسم الجولة الثانية من دوري المجموعات بالمونديال.
وسارع حكيمي مباشرة إلى مدرجات استاد “الثمامة”، حتى يحتفل مع والدته بانتصار منتخب بلاده، حيث قام بتقبيل رأسها، بالإضافة إلى خلعه قميصه وتقديمه هدية لها.
وفي مباراة المغرب أمام كندا، فَعَلَ نفس الشيء المهاجم الأيمن سفيان بوفال، حين سارع إلى معانقة والداته وتسليمها قميصه هدية لها.
الدعم الجماهيري غير المحدود
أيضا، من عناصر قوة المنتخب المغربي الملقب بـ”أسود الأطلس”، حجم الدعم الجماهيري الذي يتلقاه في مدرجات الملاعب التي تحتضن مبارياته في قطر.
وطيلة مباريات دور المجموعات، سيرت الخطوط الجوية المغربية رحلات استثنائية من مطار الدار البيضاء (شمال) إلى الدوحة، لحمل المشجعين المغاربة.
ولمواكبة أسود الأطلس الذين تأهلوا للثمن النهائي، وضعت وزارة التربية والتعليم والرياضة، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والخطوط الملكية المغربية، برنامج رحلات جديد لنقل مشجعي الفريق الوطني نحو الدوحة لمساندة المنتخب خلال مواجهة اليوم، مع نظيره الإسباني، الذي سيحتضنها استاد “المدينة التعليمية”.