سياسة

في تحد للغرب.. روسيا تطرح خطة لضم أجزاء من أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء دعمها لخطط وضعها الانفصاليون الذين تساندهم في أوكرانيا لإجراء استفتاءات تمهد الطريق لضم أجزاء أخرى من الأراضي الأوكرانية، وذلك في تحد مباشر للغرب يمكن أن يصعد الصراع بشدة.

وبعد حرب مستمرة منذ قرابة سبعة أشهر تضمنت هزيمة ميدانية ثقيلة لروسيا في شمال شرق أوكرانيا، يفكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطواته التالية.

وفيما بدت أنها إجراءات متفق عليها، توالت إعلانات المسؤولين المدعومين من روسيا في مختلف أنحاء ما يقرب من 15 في المئة من أراضي أوكرانيا، أو ما يعادل تقريبا مساحة المجر أو البرتغال، بشأن إجراء استفتاءات على الانضمام إلى روسيا.

وعلى مدى أقل من 24 ساعة، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية، اللتان اعترف بوتين باستقلالهما قبل الغزو بقليل، وإقليما خيرسون وزابوريجيا عن إجراء استفتاءات.

وقال المسؤولون في لوجانسك ودونيتسك وخيرسون إن الاستفتاءات ستُجرى في غضون أيام قلائل، فتبدأ يوم الجمعة 23 سبتمبر أيلول وتستمر إلى يوم الاثنين 27 سبتمبر أيلول. ولا تسيطر روسيا بالكامل على أي من الأقاليم الأربعة ويوجد نحو 60 في المئة فقط من دونيتسك في أيدي الروس.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لدى سؤاله عن الاستفتاءات “من بداية العملية… قلنا إن شعوب الأراضي المعنية يجب أن تقرر مصيرها، والوضع الراهن كله يؤكد أنها تريد أن تكون سيدة مصيرها”.

وإذا ضمت موسكو رسميا جزءا إضافيا كبيرا من أوكرانيا فسيكون بوتين بالضرورة جريئا إلى حد المخاطرة بأن تدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في مواجهة عسكرية مع روسيا أكبر قوة نووية في العالم.

وقالت تاتيانا ستانوفايا مؤسسة مركز التحليلات السياسية آر.بولوتيك “كل هذا الكلام عن استفتاءات إنذار لا يشوبه أي غموض من روسيا لأوكرانيا والغرب”.

الغرب خائف من الاستفتاءات

أيد دميتري ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا من عام 2008 إلى عام 2012 ويشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الاستفتاءات التي قال إنها ستغير مسار التاريخ الروسي وتتيح للكرملين المزيد من الاختيارات للدفاع عما قال إنه سيصبح أرضا روسية.

وقال ميدفيديف في منشور على تيليجرام “التعدي على الأراضي الروسية جريمة تتيح استخدام جميع قوات الدفاع عن النفس”. وأضاف أن “هذا هو سبب الخوف من هذه الاستفتاءات في كييف والغرب”.

وأضاف “المهم بنفس القدر أنه بعد التعديلات على دستور دولتنا لن يكون أي رئيس لروسيا في المستقبل، لن يكون (أي) مسؤول قادرا على الرجوع عن هذه القرارات”.

وتسمح العقيدة النووية الروسية باستخدام الأسلحة النووية إذا استُخدمت ضدها أسلحة دمار شامل أو واجهت الدولة الروسية تهديدا وجوديا باستخدام أسلحة تقليدية.

وقال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما، أحد غرفتي البرلمان الروسي، إن المجلس سيؤيد انضمام الأقاليم الأوكرانية التي تنتهي الاستفتاءات فيها بالموافقة على الانضمام إلى روسيا.

وقالت أوكرانيا إن التهديد بالاستفتاءات “ابتزاز ساذج” ودليل على أن روسيا في حالة فزع.

وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “هذا هو ما يعنيه الخوف من الهزيمة… أوكرانيا ستحل القضية الروسية… يمكن اجتثاث التهديد فقط بالقوة”.

وتقول أوكرانيا إنها لن تهدأ قبل طرد آخر جندي روسي من أراضيها. وتقول كييف إنها لن تقبل سيطرة روسيا على أراضيها ودعت الغرب إلى تزويدها بأسلحة أكثر وأفضل من أجل قتال القوات الروسية.

صراع أكبر؟

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في مارس من أن مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا سيكون معناها نشوب حرب عالمية ثالثة. ويحرص بايدن وقادة حلف شمال الأطلسي الآخرون على القول إنهم لا يريدون أن تخوض قوات الحلف صراعا مباشرا مع القوات الروسية.

ومع ذلك يصور بوتين والجنرالات والمسؤولون الروس الصراع بالفعل بأنه تنافس مع الغرب الذي يقولون إنه أرسل إلى أوكرانيا أسلحة متقدمة ويساعد في توجيه القوات الأوكرانية بالمعلومات المخابراتية والتدريب، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى قتل الجنود الروس.

ويوم الجمعة تحاشى بوتين ذكر الهجوم المضاد الأوكراني الخاطف الذي وقع في الأسابيع الماضية وصور الصراع على أنه محاولة روسية لمنع ما قال إنها مؤامرة غربية لتفكيك روسيا وتدميرها.

ووافق البرلمان الروسي اليوم الثلاثاء على قانون يشدد العقوبات على مجموعة من الجرائم مثل الفرار من الخدمة والإضرار بالممتلكات العسكرية والعصيان إذا ارتُكبت خلال التعبئة العسكرية أو الأوضاع القتالية.

وبدأ الصراع في شرق أوكرانيا في عام 2014 بعد الإطاحة برئيس لأوكرانيا متحالف مع روسيا في ثورة شعبية وقيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم، في حين سعى انفصاليون تدعمهم روسيا في منطقة دونباس، التي تتكون من دونيتسك ولوجانسك، للانشقاق عن كييف.

وفي 27 فيفري 2014 سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم التي تقطنها أغلبية روسية وتم إلحاقها بأوكرانيا خلال العصر السوفيتي. وتم إجراء استفتاء في القرم على الانضمام إلى روسيا يوم 16 مارس.

وأعلن قادة القرم أن 97 في المئة من السكان وافقوا على الانفصال عن أوكرانيا. وضمت روسيا شبه الجزيرة القرم رسميا في 21 مارس. وقالت كييف والغرب إن الاستفتاء انتهك الدستور الأوكراني والقانون الدولي.

Tagged , , , , ,