أذكر أنه في العهد النوفمبري حين كانت هناك ماكينة إعلامية رهيبة تقاد من قصر قرطاج مهمتها التعتيم والتزييف وقلب الحقائق، كانوا كلما خرجت أخبار عن بعض ما يجري في كواليس الدولة، وكلما تداول الناس هذه الأخبار واهتموا بها ووجّهوا انتقادات مبنية عليها، يأتون بشخص، يشترونه أو يكترونه أو يشبعونه بالوعود، ليدلي بكلام غير مباشر، ويغدق بالتلميحات والإ شارات المفضوحة في محاولة لتفنيد الأخبار التي انتشرت، وفي هروب لا يختلف عن هروب الجبان من ساحة المواجهة والمقارعة، ومن حقيقة المشاكل التي لو عولجت بما تستحق، لما وصل الأمر بالنظام النوفمبري إلى ما وصل له.
ولقد استبشرنا حقيقة ببعث تطبيقة +Taraji اعتقادا في أنها ستكون آلية لدعم الإعلام بما يقتضيه الأمر من أخلاقيات متفق عليها كونيا، تعطي الخبر قدسيته والرأي حريته. لكن للأسف الشديد فإن هذه التطبيقة سقطت في أول اختبار لها، و تعلقت بالأسلوب النوفمبري في التعامل مع المعلومة، وذلك في ما يتعلق بموضوع مقالنا عن اللاعب حسام دڨدوڨ الذي نشرناه يوم الجمعة الماضي بموقعنا.
كيف اختارت هذه التطبيقة أن ترد؟ أمر أثار ضحكنا، و أسلوب زاد في تأكيد ما قلنا في الموضوع. شاهدوا الفيديو و احكموا… و تمتعوا بصورة لم نعهدها سابقا عن دڨدوڨ .. صورة ممثل بصدد تسجيل لقطة سينمائية !!! حتى شكلا هم يؤكدون أن ما يفعلونه تمثيل، بل تمويه ومحاولة للتنصل من الحقائق التي كتبناها، لذلك كان لا بد لنا أن نعود لنؤكد أن كل ما قلنا ثابت عندنا، و أكثر من مؤكد. بل إننا اكتفينا مما عندنا حول موضوع حسام دڨدوڨ بنصف الزاد، و أخفينا الباقي احتراما و تقديرا، لذلك نسألكم، وهو أفضل للجميع، أن تبادلوا الاحترام بالاحترام ، حتى لا نسافر بكم في رحلة أخرى بخمسة أيام إلى المغرب وبرحلات أخرى مع الأصدقاء المقربين وما قيل لهم عن بداية التجربة الجديدة في فريق جديد وعن التطورات التي حصلت بعد آخر الانتدابات، وعن أسباب الغياب ونوايا المستقبل.
أما دڨدوڨ فلن نلومه على الموقف الكاريكاتوري الذي وضع نفسه فيه، فهو مازال صغيرا يافعا لا يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه الوضعيات، ثم إنه ليس له خيار سوى أن يفعل ما يؤمر لنجده من الصالحين!!!
وأما بالنسبة لمن انخرطوا في جوقة ” البنادرية ” نقول لهم، سجلوا هذا: مقالنا يوم الجمعة أرعبهم و كان وراء الدفع إلى عودة حسام دڨدوڨ للتمارين..
من هؤلاء الذين أرعبهم؟ اسألوا حسام دڨدوڨ فسيجيبكم.. وحوار التطبيقة مع اللاعب السابق للنادي الصفاقسي بالشكل الهزيل والهزلي الذي رأيناه، هو دعوة للمحامي الذي تحدثنا عنه كي يواصل ألاعيبه و يطيل علاقة التمعش التي أقامها منذ بضع سنوات مع الترجي.. وصحة وبالهناء.
وإلى كل من اتهمنا بأننا نعكر صفو الترجي لغايات خاصة (حتى هذه التهمة لا تختلف عن تهم نظام العهد النوفمبري) نقول: بيننا و بينكم الأيام فهي وحدها كفيلة لفرز الحق من الباطل.
أما نحن فنريد للترجي، إيمانا بأنه قلعة نضال وطني، بأن يثبت على المواقف الشجاعة في مواجهة الواقع دون تزييف أو بهتان، إذ أن الحق لا يدرك إلا بقول الحق، أما أنتم، فطوبى لكم بالتقفيف والتزييف والانتماء إلى أعشاش التمعش التي تنهك الترجي وتنهك رئيسه، طوبى لكم بها فهي لن تخيفنا و لن تغرينا، لأننا كرسنا هذا العمر في مطاردة الحقيقة، والحمد لله أننا كلما طاردناها أدركناها، وطزززززززززززز في الباقي..