كيف تزعج شركات روسية للشحن الجوي وإيلون ماسك والسلطات الصينية وكايلي جينر دفعة واحدة ؟ تتبع طائراتهم !!
في كل عام، تطلب شركات شحن جوي روسية أو مالكو طائرات سعوديين أو غيرهم، من دان ستروفيرت مؤسس موقع ADS-B Exchange الأميركي لتتبع الرحلات الجوية، التوقف عن نشر تحركاتهم. لكن من دون جدوى.
وقال ستروفيرت “لم نحذف أي شيء حتى الآن. هذه كلها معلومات عامة. ولا أريد أن أكون الحكم الذي يقرر من على صواب ومن على خطأ”.
يمكن تطبيق قيود في بعض الحالات، لكن المجموعات التي تجمع مسارات الرحلات تشير إلى أن مصدر المعلومات الأساسي متاح قانونيا ومفتوح لأي شخص لديه المعدات المناسبة.
يشترط القانون الأميركي أن تكون الطائرات في مناطق معينة مجهزة بنظام ADS-B الذي يرسل بشكل دوري موقع الطائرات إلى مراقبي الحركة الجوية.
على سبيل المثال، تملك خدمة Flightradar24 التي تتخذ في السويد مقرا، 34 ألف جهاز استقبال يديرها متطوعون في كل أنحاء العالم لالتقاط الإشارات، وهي مصدر رئيسي للمعلومات التي يعاد توجيهها إلى شبكة مركزية لتدمج مع البيانات الخاصة بجداول الرحلات ومعلومات حول الطائرات.
وأوضح متعقب الطائرات النفاثة جاك سويني صاحب حساب “سيليبريتي غيتس” على تويتر والذي يتتبع الطائرة الخاصة لإيلون ماسك بعد طلب سجلات حكومية أميركية، أن معرفة أو تأكيد هوية صاحب الطائرة قد يتطلب بعض التجسس.
وعرض عليه رئيس تسلا مبلغ خمسة آلاف دولار لإلغاء حساب ElonJet الذي لديه أكثر من 480 ألف مشترك والذي يتتبع تحركات طائرة الملياردير.
وقال سويني لوكالة فرانس برس “يجذب هذا الأمر الكثير من الاهتمام. أنا أفعل شيئا ناجحا. يحب الناس رؤية ما يفعله المشاهير وكل ما يتعلّق بالانبعاثات” في إشارة إلى المخاوف المرتبطة بتأثير غازات الدفيئة الناجمة عن الطائرات على المناخ.
وأضاف “نشرها على تويتر يسهّل على الناس الوصول إليها وفهمها”.
– “سنتعقب أي شيء” –
في جويلية، كشف حساب آخر يملكه سويني أيضا أن نجمة تلفزيون الواقع كايلي جينر استقلت طائرة خاصة في رحلة مدتها 17 دقيقة إلى كاليفورنيا ما سبب ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب مستخدمة إنترنت على تويتر “يقولون لنا، نحن الطبقة العمالية، أن نشعر بالذنب بشأن رحلتنا التي نقوم بها مرة في السنة والتي نحن في أمس الحاجة إليها فيما يركب هؤلاء المشاهير طائرات خاصة كل يوم كما لو كانت سيارة أوبر”.
ولم يذكر سويني ولا ستروفيرت خطا أحمر لا يريدان تجاوزه في ما يتعلق بنشر معلومات عن الرحلات الجوية.
وقال ستروفيرت “سنتعقب أي شيء (…) البيانات موجودة أصلا. أنا فقط أقوم بإعادة توزيعها”.
ويدر هذا النشاط أيضا أموالا، لكن من الصعب تحديد المبالغ. وأقر دان ستروفيرت بأنه يكسب لقمة عيشه بهذه الطريقة، لكنه رفض إعطاء تفاصيل فيما قال سويني إن حسابات تتبع الرحلات الخاصة به تكسبه حوالى 100 دولار شهريا.
أما “فلايترادار24” فلم يفصح عن أرباحه.
وقد يكون لتتبع الرحلات تأثير كبير يتجاوز غضب المشاهير والمليارديرات، مثل زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي المثيرة للجدل لتايوان الثلاثاء والتي تتبع رحلتها الجوية أكثر من 700 ألف شخص على موقع “فلايترادار24”.
وفي أوت، استند تقرير لمنظمة غير حكومية يتهم وكالة مراقبة الحدود الأوروبية “فرونتكس” بتسهيل الإعادة القسرية لمهاجرين كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط، إلى بيانات من أنظمة ADS-B التي استخدمتها أيضا وسائل إعلام أميركية للتنديد بوجود رحلات استطلاعية خلال التظاهرات المناهضة للعنصرية في واشنطن عام 2020.
ورد عشرات من أعضاء الكونغرس الأميركي على ما كشف من خلال توقيع رسالة تحض مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وهيئات حكومية أخرى مثل الحرس الوطني على “التوقف عن مراقبة الاحتجاجات السلمية فورا وبشكل دائم”.
وفي أماكن أخرى حول العالم، أوضحت حكومات أن هذه التكنولوجيا والمعلومات المستقاة منها غير مرغوب بها.
وأفادت وسيلة إعلام حكومية صينية عام 2021 أن الحكومة صادرت أخيرا مئات أجهزة الاستقبال المستخدمة في تتبع رحلات جوية مشيرة إلى خطر “التجسس”.
وقال ستروفيرت “في كثير من الحالات، الأنظمة الاستبدادية هي التي لا تحب هذا النوع من الانكشاف”.