“المبدأ هو إعادة وتكرير ظاهرة ندى الصباح”.. هذا ما قاله إيهاب تريكي، أحد مؤسسي شركة كاميلوس الناشئة في تونس، بينما كان يملأ كوبا بالماء الذي تولده آلة يقول إنه يمكن أن تساعد في إيجاد حلول لمشكلة شح المياه في تونس.
وبعدها تساءل تريكي “إذن ما الذي يحدث؟”، ثم أجاب مستعرضا الطريقة التي تعمل بها الآلة التي صنعتها شركته “لنرى الهواء يدخل من هنا يمر بمصفاة الهواء الأولى لتنظيفه من الأشياء التي تلوثه ثم يدخل في الآلة لتنزل حرارة الماء لنستطيع تطبيق ظاهرة الندى”.
وجرى تركيب أول آلة كاميلوس-1 في مدرسة ابتدائية ببلدة البياضة النائية، قرب الحدود الجزائرية، والتي لا سبيل لها للحصول على المياه الصالحة للشرب، حسب قول مدير المدرسة حسان عويبدي.
وتم تركيب الآلة في المدرسة، لكن الشركة الناشئة ما زالت تنتظر موافقة الحكومة قبل البدء في استخدامها، حسبما قال تريكي.
وقامت شركة أورانج للاتصالات بتغطية تكاليف إنشاء أول آلة في مدرسة البياضة.
وأوضح إهاب تريكي ذلك قائلا “هذه المدرسة هي أول تجربة بالنسبة لمدرسة جربناها مع شركة أورانج التي قامت بمشروع إعادة تأهيل بالنسبة لهذه المدرسة الموجودة في البياضة، البياضة موجودة في آخر نقطة غرب تونس على الحدود مع الجزائر ليس لديهم ماء صالح للشرب ونحن بهذه الآلة نبين أننا نستطيع توفير الماء للتلاميذ، والهدف بعد ذلك أن نوفر خمسة آلات نضعهم فوق السطح لتوفير الماء للتلاميذ”.
ومن جانبه قال حسان عويبدي مدير مدرسة البياضة الابتدائية “التلاميذ الصغار في وقت الشتاء لا يستهلك الكثير من الماء لكن الآن في وقت الصيف كل شخص يجب عليه حمل قارورة مياه من منزله، لا يستطيع استهلاك المياه الموجودة هنا لأنه غير صحي، وغير مراقب، فيه الكثير من الحشرات لأنه مجمع من مياه الأمطار”.
ويأمل تريكي أن تتطور الشركة الناشئة وتزود، ليس فقط تونس، لكن المنطقة الأوسع بحلول لإنتاج مياه الشرب حيث تندر.
وقال “عندنا شح مياه كبير جدا في العالم العربي، هناك 12 على 17 أكثر البلدان التي تعاني من شح المياه موجودين في العالم العربي، وشح المياه بسبب التغيرات المناخية في زيادة، نحن نرى في التقلبات المناخية ونرى أيضا خزانات المياه التي توجد تحت الأرض تنخفض تدريجيا، هذه الآلة تعكس العملية، فهي توفر الماء الموجود في الهواء، في المغرب، الجزائر، تونس والسعودية تصنع الماء من الرطوبة الموجودة في الهواء، إذن هي تمثل حلا من الحلول لمشكلة شح المياه التي نعاني منها”.
ووفقا لموقع الشركة الناشئة يمكن لآلة كاميلوس-1، التي يطلقون عليها اسم مولد مياه الغلاف الجوي، إنتاج ما بين 20 إلى 30 لترا من مياه الشرب يوميا.
وقال إيهاب تريكي “هناك شيئان تستطيع آلة كاميلوس أن تجد حلا لهما، الشيء الأول هو الوصول إلى الماء الصالح للشرب، هناك 20 بالمئة من السكان الموجودة في تونس، المغرب والجزائر ليس لديهم مياه صالحة للشرب. إذن نستطيع وضع هذه الآلة لديهم ليستطيعوا صنع المياه التي يحتاجونها، الشيء الثاني هي تنقيص استعمال المياه المعلبة في قوارير بلاستيكية وأيضا تنقيص عملية نقل المياه المعلبة. عندما توفر مصدر للمياه بجانب مستهلك المياه فلن تحتاج قوارير مياه، فالماء سيكون موجودا بجانبك”.
وأضاف “تستطيع بالنسبة لهذه الآلة أن تقوم بشبكها بقابس الكهرباء بطريقة عادية لكن أيضا تستطيع تشغيلها بالطاقة الشمسية، هنا ليست موجودة حاليا لكن يجب أن تكون هناك لوحتين فوتو ضوئية (طاقة شمسية) على اليمين واليسار التي تقوم بتوليد الطاقة وبتلك الطاقة تستطيع توليد الماء والهدف في الأخير تكون هناك دائرة كاملة لصناعة الماء من الطاقة الشمسية والهواء”.
وبحسب بيانات البنك الدولي، لم يستطع 21 بالمئة من التونسيين و20 بالمئة من المغاربة و28 بالمئة من الجزائريين الحصول على مياه صالحة للشرب بشكل آمن عام 2020.