إلى وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم..
تقبل الله صيامك وقيامك وخاصة خاصة سائر «أعمالك»..
أما بعد..
أرسل إليك الكلمات أسفله وليس لدي أدنى خشية من إمكانية ضياع الرسالة أو وصولها لغير مقصدها، ذلك أنني أعلم حق العلم أن إدارة les captures d’écrans هي أنجح وأنجع وأسرع الإدارات في الجامعة التونسية لكرة القدم على الإطلاق، وهذا طبعا بفضل توجيهاتك السديدة لمنظوريك بتشديد المتابعة الدقيقة لكل ما ينشر في شبكة الواب ورفعه فورا دون إبطاء إليك حتى تقوم بعملية الفرز.. فرز الأعداء وإخراجهم من دائرة المقربين ثم إفرادهم إفْرَادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ على منهاج طرفة بن العبد..
أرسل إليك الكلمات يا وديع وأستهلّها بالقول بأنني أدين لك شخصيا باعتذار عن سوء الظن، ذلك أنني ردّدت في ثلاث مناسبات مختلفات في إذاعة «شمس آف آم» بأن بطولة تونس لكرة القدم ليست جاهزة لتطبيق بروتوكول VAR في مرحلة «البلاي أوف» وقد تمنيت في المناسبات الثلاث أن تكذبني الجامعة التونسية لكرة القدم وهو ما تمّ فعلا، ذلك أن البطولة التونسية احتفلت اليوم بولادة «الفار» فوق ملاعبها.
صحيح أن VAR كان جاهزا اليوم في ملعب المنستير بشاشاته وكابلاته وأزراره وحافلته وتقنييه ولكن المدهش أن حكامك يا صديقي وديع هم الذين لم يكونوا جاهزين بتاتا لاستعمال البروتوكول وتطبيقه، فكان التردد والتعثّر الذي شاهدناه اليوم من وليد الجريدي والذي لم نشاهده بالعين ولكن شاهدنا آثاره من أمير العيادي ويامن الملولشي.
لن أدخل في تفاصيل تقنية وقانوينة تخص مهزلة تطبيق VAR اليوم في ملعب مصطفى بن جنات فقد استفاض في هذا المختصون طيلة الساعات الماضية ومن الأكيد أن كل التسجيلات و les captures d’écrans قد وصلتك طبعا، ولكنني أبعث إليك بهذه الرسالة لأنبّهك بما قد يكون عمّار (شُهر عواز) الطرابلسي وخليفة (شُهر هشام) ڨيراط قد أخفياه عنك خوفا من بطشك بكرسيّهما وخشية من سوء المصير والمنقلب.
ما أردت تنبيهك إليه يا عزيزي الرئيس أن نخبة حكامك ليسوا جاهزين للتعامل مع تقنية VAR بل يعلم الله أنهم ليسوا جاهزين حتى لإدارة مباريات «البلاي أوف» ولا «البلاي آوت» ليس فقط لنقص في كفاءة وتكوين أغلبهم بل أساسا للضغوط الرهيبة المسلطة عليهم قبل وأثناء وبعد إدارتهم للمباريات في البطولة التونسية وأنت أعلم الناس بتفاصيل ونوعية هذه الضغوط.
أردت تذكيرك أيضا إلى أن بروتوكول VAR لم يتم ابتكاره ليكون وسيلة لإرضاء جياني إينفانتينو رئيس الفيفا وليس ديكورا لتزويق صورة الكرة التونسية وإعطائها شكلا يختلف حد التناقض مع حقيقتها، بل هو منظومة خُلقت من أجل مساعدة حكام كرة القدم على على إرساء مبدأ العدالة في ميادين كرة القدم!!
وقبل أن أختم رسالتي هذه أودّ يا وديع أن أتمنى لك من كل قلبي أن يكون بقية الحكام بداية من مباراتي الغد في رادس والمنستير أكثر جاهزية من وليد الجريدي وأمير العيادي ويامن الملولشي للتعامل مع «الفار» لأن أي مهزلة أخرى مشابهة لما حدث اليوم في مباراة الاتحاد المنستيري والنادي الإفريقي قد تكون سببا لا قدر الله في كارثة لا تحمد عقباها وأنت خير العالمين بما يدور في كواليس تونس وغرفها الخلفية هذه الأيام.