يمضي وديع الجريء ومن والاه قُدُمًا في مسار تحطيم وتفتيت كرة القدم التونسية بعزم قوي لا يلين ودون أي حسيب ولا حتى رقيب.
ويعتمد الجريء في مساره القبيح ذلك على طغمة من أفسد ماعرفته كرة القدم في تاريخها بهذه البلاد.
وبات من الجليّ أن هذا المسار قد تم تعبيده على حساب مؤسسة من المفترض أن تكون الأحرص على إرساء مسار العدالة والنزاهة وهي موسسة التحكيم.
ولا يمثّل استعراض الوقاحة الذي قدمه الحكم « الدولي» هيثم ڨيراط اليوم في مباراة الترجي الرياضي التونسي واتحاد بن قردان في الملعب الأولمبي برادس، إلا قطرة من بحر فضائح حكام وديع التي زكمت رائحتها الأنوف منذ سنة 2012 وبلغت حدا لا يطاق هذا الموسم مستغلة غياب البث التلفزي وبالتالي استحالة «الموفيولا».
تمّ تعبيد مسار تحطيم وتفتيت كرة القدم التونسية على أنقاض مؤسسة التحكيم فأصبحت ملاعب تونس من الشمال إلى الجنوب مرتعا للفساد الذي يصمّ صوته الآذان، كما أصبحت المباريات لقمة سائغة بين أيدي سماسرة القمار وضِباع المراهنات الرياضية مما أجبر جامعة الجريء على تغطية عين الشمس بالغربال عندما تكون الفضيحة أكبر من قدرتها على المواراة، مثلما حدث في السابق في مباراة رادس والمحمدية أو ما حدث هذه الأيام في مباراة الأمل الرياضي بجربة وجندوبة الرياضية، فيتم «إحالة الملف على النيابة العمومية ولجنة الأخلاقيات وإعلام الفيفا» حتى تهدأ العاصفة وتمر ويطوى الملف كما طوي العشرات قبله.
يبقى السؤال الأهم: إلى متى السكوت أمام احتضار كرة القدم التونسية وهل من منقذ ينتشلها من كل الخراب المحيط بها؟ وهذا سؤال سيبقى معلّقا في الوقت الحاضر ما دامت نقطة الضوء لم تلح بعد في هذا النفق المظلم الذي دلفت إليه الكرة في هذه الربوع.