يستعد النجم الدنماركي كريستيان إريكسن لعودة عاطفية الى ملاعب كرة القدم بعد أقل من عام على نجاته من الموت، وذلك حين يتواجه فريقه الجديد برنتفورد مع ضيفه نيوكاسل السبت في المرحلة السابعة والعشرين من الدوري الإنكليزي لكرة القدم.
وفتح برنتفورد الباب أمام ابن الثلاثين عاماً للعودة الى الدوري الإنكليزي الممتاز بالتعاقد معه حتى نهاية الموسم، وذلك بعد سبعة أشهر على السكتة القلبية التي تعرض لها لاعب توتنهام السابق في كأس أوروبا.
ومن المتوقع أن يخوض الدنماركي مباراته التنافسية الأولى منذ 12 جوان الماضي ولقاء الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا بين الدنمارك وايسلندا حين سقط أرضاً في الشوط الأول بعد تعرضه لسكتة قلبية.
وبدأ إريكسن عملية عودته الى الملاعب بخوضه التمارين مع فريقه السابق أياكس أمستردام الهولندي، بانتظار أن يجد فريقاً بعدما تسببت زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب في فسخ عقده مع إنتر بطل إيطاليا.
وعاد الدنماركي الى الدوري الممتاز الذي تألق فيه بين 2013 و2020 خلال دفاعه عن ألوان توتنهام قبل ترك الأخير للالتحاق بإنتر.
وخضع إريكسن لزراعة جهاز تنظيم ضربات القلب، وهو جهاز لمنع خطر الموت المفاجئ، لكن هذا الجهاز لا يسمح له بخوض كرة القدم على المستوى الاحترافي في الدوري الإيطالي، بخلاف بطولات أخرى، ما أدى به الى الرحيل عن “نيراتسوري” بالتراضي.
واحتاج إريكسن بعد تعرضه للسكتة القلبية خلال المباراة الأولى لبلاده في كأس أوروبا الى إعادة إنعاش على أرض الملعب قبل أن يستكمل تعافيه في المستشفى، حيث تم تثبيت جهاز تنظيم دقات القلب داخل جسمه.
وحامت الكثير من التساؤلات بشأن مستقبل إريكسن وإمكانية عودته الى الملاعب، لكنه وجد الآن الفريق الذي سيمنحه الفرصة بقيادة مواطنه توماس فرانك الذي أشرف على اللاعب سابقاً حين كان مدرباً لمنتخب تحت 17 عاماً.
ويتمرن الدنماركي مع فريقه الجديد منذ بضعة أسابيع وأظهر تقدماً على الصعيد البدني بمشاركته في مباراتين وديتين مع الفريق الرديف، آخرهما الإثنين خلف أبواب موصدة ضد بدلاء رينجرز الاسكتلندي حيث مرر كرتي هدفي فريقه في التعادل 2-2.
وبعد مشاركته لقرابة 80 دقيقة في مباراة غلاسكو الإثنين، فوجئ إريكسن بالتقدم الذي حققه على الصعيد بحساب ما أفاد الموقع الرسمي لبرنتفورد، قائلاً “شعوري جيد جدا. أنا في الواقع فوجئت بأن جسدي يتصرف بالطريقة هذه… كنت أتمرن بجهد كبير لكني لم أتوقع بأن يكون (جسدي) جيداً الى هذه الدرجة التي أشعر بها الآن”.
ولم يُحسم الأمر بشأن مشاركة إريكسن أساسياً السبت ضد نيوكاسل أم أنه سيبدأ من مقاعد البدلاء، لكن مدربه الجديد-القديم فرانك ألمح بقوة الى أن مواطنه سيشارك في مرحلة ما من المباراة.
– “هذا ما كنت أنتظره لأشهر طويلة” –
وبعد حسم التعاقد مع مواطنه في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية نهاية الشهر الماضي، تحدث فرانك عن ضم لاعب من طراز إريكسن بالقول “لقد استفدنا من فرصة لا تصدق للاتيان بلاعب من الطراز العالمي الى برنتفورد”، مضيفاً “إنه في وضع بدني جيد لكن علينا أن نوصله الى لياقة المباريات وأنا أتطلع بفارغ الصبر لرؤيته يعمل مع اللاعبين والطاقم من أجل العودة الى أعلى المستويات”.
وفي أوائل الشهر الحالي، أعرب الدنماركي عن أمله في المشاركة في مونديال قطر المقرر في أواخر 2022، قائلاً لقناة “دي أر”: “أريد أن ألعب كرة القدم. ما من سبب لعدم القيام بذلك”.
وأكد أن الاطباء “قالوا إن ما من مشكلة في ذلك، قالوا إن الامور جيدة. لذا كل شيء مستقر، وأشعر أنني حصلت على الضوء الاخضر للعب كرة القدم مجدداً”.
وتابع “هدفي أن ألعب في كأس العالم في قطر، مضيفاً أن “مسألة استدعائي من عدمها هي أمر مختلف… لكن… بإمكاني العودة”.
وتبدأ رحلة العودة ومحاولة اقناع المدرب كاسبر هيولماند بأنه قادر على الالتحاق المنتخب وقيادته في مونديال قطر نهاية العام الحالي، اعتباراً من مباراة السبت ضد نيوكاسل في اختبار هام لفريقه الجديد الذي يبتعد عن منطقة الهبوط بفارق 4 نقاط فقط بعد 26 مرحلة، بعد اكتفائه بنقطة فقط من مبارياته السبع الماضية.
لكن بعد أن نجا من موت وشيك، كل ما يريده إريكسن استعادة المتعة البسيطة التي يمنحه إياه شغفه الرياضي. ورغم أن الحادث الذي غيّر حياته ترك ندوباً على جسده، يشعر صانع الألعاب بانتعاش ذهني ونفسي مع استعادة إيقاعات التدريب المألوفة بجانب زملائه في الفريق.
وقال “أشعر بالحماس نفسه، الحب نفسه للمس الكرة وأن أكون منخرطاً بلعب كرة القدم بشكل عام. هذا ما كنت أنتظره لأشهر طويلة. التواجد هناك (على أرض الملعب) مع فريق أمر ممتع ومطمئن للغاية”.