يجب أن يتذكر الجميع، ولمن لا يعرف عليه أن يعرف إن أمور تسيير مجريات الكان ليست من مشمولات اللجنة التنظيمية للبلد المضيف إنما من مشمولات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي لا يمكن لشاردة أو واردة أن تحدث دون إذنه ودون موافقته و دون رخصته. فقبل انطلاق الكان بأيام ينزل فريق غفير من الكان إلى البلد المضيف ليمسك بكل الأمور في يديه وتصبح لجنة التنظيم تحت إمرته وهو الحاكم بأمره في كل شئ. هذا ما يجعلني أشك في أن ما يحصل للمنتخب الوطني دبّر بليل و يجعلني أشك في مصداقية “اللوبي” الذي اختارت جامعتنا التعامل معه في الإتحاد الإفريقي والذي انطلق باستهداف أقوى رجل كان في الكاف وهو السيد طارق بوشماوي ليحلو الجو للمدعو فوزي لقجع وعصابته كي يدير الأمور كما يشاء ويفعل بإفريقيا ما يشاء حسب تخطيط صادق عليه سئ الذكر الذي قادته المؤامرات الخسيسة ليتحكم في كرة العالم و ليسيرها بإرادة الأسياد الذين أوصلوه إلى مكان لم يكن ليحلم به.
لقد سمعت طبيبا تونسية في إحدى الإذاعات يقول إن عدد حالات كوفيد-19 في منتخبنا غير عادي وكان على الجامعة أن تضع طبيبا ملاحظا ليراقب عملية التحاليل وبرّر الدكتور موقفه بأنه لو كان لنا ذاك العدد الكبير من المصابين في لقاء موريتانيا فمن المستحيل أن يخرج المنتخب الموريتاني دون إصابة واحدة على الأقل. وما يزيد الشكوك لدى هذا الطبيب أن كل الحالات التونسية تقريبا لم يكن لديها أعراض. لا تقولوا لي إن فوزي لقجع ومن معه وقفوا مع تونس في حكاية مباراة تونس و مالي و ما حصل مع الحكم ، فتلك تمثيلية سهلة الإخراج هدفها التضليل و ذر الرماد على العيون . أما الصحيح فهو ما يحصل من ضرب تحت الحزام أكاد اقر بأنه حاصل لا ريب. لماذا تمثيلية ؟ لأن الاتحاد الإفريقي قبل غيره لا يتمنى أن يحصل تصعيد مع أي طرف قد يؤدي إلى انسحاب يفقد البطولة كلها مصداقيتها ورونقها و يظهر للعيان عجزه على النجاح في إدارة تظاهرة بلغت قرابة السبعين سنة من العمر. ولأن موتسيبي و من ورائه إنفانتينو لا يريدان خسارة أي اتحاد خاصة وأن انتخابات الفيفا على الأبواب لذلك وجبت الترضيات و لو بالتمثيل و لذلك كان عليهما ألا يخسرا وديع الجريء ومن ورائه صوت الاتحاد التونسي. ومن آليات هذه المؤامرات الدنيئة هو ترويج أن كل نقائص الكان هو بسبب الكاميرون حتى تتم معاقبة صامويل إيتو رئيس الإتحاد الكاميروني الذي لوى العصا في يد موتسيبي ومن ورائه إينفانتينو وتجاهل حتى استقبالهما عند وصولهما إلى الكاميرون لحضور حفل الإفتتاح. فضلا عن أنه حرم إنفانتينو من رضاء الاتحاد الأوروبي الذي ضغط بكل الوسائل وأوكل إلى إنفانتينومهمة تأجيل الكان حتى يضمنوا بقاء اللاعبين الأفارقة على ذمة فرقهم الأوروبية. لكن إنفانتينو فشل في مساعيه ولم يتمكن رغم تضامن موتسيبي من ترويض أسد الكاميرون الجسور صامويل إيتو. و ها أن الكان تتواصل على أفضل ما يرام رغم محاولات الإساءة الدنيئة التي تحاك و تدبر بليل من أجل الثأر لكل من أصابه وجع بسبب الكاميرون و إيتو.
أعود إلى تونس لعل جامعتنا تطرح معي هذه الأسئلة غير البريئة. و إلى جانب هذا الجيش العرمرم الذي أصيب، أو ادعوا أنه مصاب بالكوفيد، هل من تفسير لاختيار حكم مكسيكي لمباراتنا ضد غامبيا؟ هل من تفسير للورقة الصفراء الثانية التي أسندت للمثلوثي ظلما وبهتانا؟ هل من تفسير لتهاطل الأوراق الحمراء على بنك المنتخب وكأن من في البنك ارتكب جريمة قتل؟ كم من مدرب تخطى المنطقة الفنية خلال الكان و لم يسند له إنذار و كم من مدرب احتج على الحكم و لم توجه له و لو كلمة لوم؟ فلماذا وقف هذا الحكم مع مدربنا على الشعرة و لماذا رفع الورقة الحمراء لبن مصطفى و لم يرفعها في وجه أي واحد من لاعبي غامبيا الذين استفزوه؟ فقط أسال و لست أبرر و الكبير يتحمل مسؤولية وقوعه في الفخ و كذلك فاروق بن مصطفى لكن لم هذه المعاملة الخاصة جدا؟ من كان وراء إهدائنا هذه الهدية المسمومة ؟لقد أصبحت أشك في كل شئ طالما أن جامعتنا مازالت تثق في هذا اللوبي الذي يوجد فيه واحد مثل فوزي لقجع.. وفوزي لقجع له معنا هزائم و حسابات يريد أن يستخلصها و بأي طريقة كانت، ولو بالتمثيل. طوبى له ذلك بما أنه وجد الساحة خالية. بل إننا صرنا دون أن ندري نساعده على التنكيل بنا. لقد أحسست خلال هذه الكان حقا بالفراغ الكبير الذي تركه السيد طارق بوشماوي والذي كان يوفر لنا على الأقل ما نحتاج من حماية في وجود وحوش لا تخاف حتى خالقها الذي أوصى بالعدل وعدم الظلم. سنندم حتما على ضرب مواطن قوتنا بأيدينا وإخلاء السبيل لغيرنا كي يعيث فيها سرقة و تزييفا و تزويرا. دون أن نجد لنا نصيرا يحمي حظوظنا ويسجل حضور تونس بثقل وقوة في الكواليس كما كان لنا في السابق. لك الله يا تونس. وكان الله في عون الكاميرون لتفقأ الكثير من العيون.
