على الحدود الغربية لتونس وعلى الحدود الشرقية للجزائر تلتقي مئات العائلات المتصاهرة، بحيث تجد الزوج تونسيا والزوجة جزائرية أو العكس، وتجد أولادا يفاخرون بهذا الانتماء المزدوج لبلدين قدرهما أن يسيرا يدا في اليد، تونس و الجزائر. علاقات ضاربة في التاريخ و تواصل رسم أجمل صور للتوادد والتآخي و النضال. لوحة تحكي تاريخا مجيدا لشعبين، بل لشعب واحد، آلى عل نفسه أن يبقى وفيا لعلاقات لم يتجرأ الزمن على المس منها أو التأثير على نقاوتها و متانتها. لذلك ننصح كل هؤلاء المندسين البائعين لذممهم الصائدين في المياه المتعفنة أن يتخلوا عن حلم مساسهم بهذه العلاقة المقدسة التي تجمع أحرار وحرائر تونس بأحرار وحرائر الجزائر.
لقد لاحظنا هذه الأيام، وكأس إفريقيا للأمم تجري رحاها في الكاميرون، أن بعض المرضى من المتذيلين لجهات وأحزاب سياسية شغلها الشاغل التلاعب بمصير أهاليها، يتفننون في بث دعايات و أكاذيب بغاية المس من هذه العلاقة التي ستصمد رغم كيدهم والتي ستتحدى رغم أنوفهم المنكسرة ورؤوسهم المطأطئة لأسيادهم، أعني العلاقة بين التونسيين والجزائريين. خرافات من قبيل فرحة جزائرية بهزيمة تونس ضد مالي وفرحة تونسية بهزيمة الجزائر ضد غينيا الإستوائية. أفلام فيديو مركبة بإتقان تصور كذبا شماتة الجزائري في التونسي وشماتة التونسي في الجزائري. وأخبار أثرت حتى على بعض وسائل الإعلام التي انطلقت في حملة مفبركة كيدية لتزيد صب الزيت على النار. لمن تخدم هذه الجهات في آخر الأمر يا ترى؟سؤال لا يتطلب اجتهادا كبيرا إذا ما تمحصنا في المتغيرات والمواقف الجيوسياسية التي تخص منطقة المغرب العربي. اقرؤوا جيدا مالذي يحدث لاستخلاص أن زمرة بائعي الذمم ممن انحرفوا عن الأصل وعن الإنتماء وممن فسخوا مفهوم الوطن و الوطنية من أذهانهم وأفئدتهم هم قادة أوركسترا هذه المعزوفة الإستعمارية الصهيونية التي تستهدف بلدين آلى على نفسيهما أن يبقيا على المبادئ التي ناضلا من أجلها على مر التاريخ و بذلا من أجلها أرواحا طاهرة نحسبها في أعلى عليين مع الشهداء و الصالحين.
إن هذه الفرقة الفاسدة من بائعي الذمم لن تجعلنا نتخلى بالسهولة التي تتصور عن العلاقة التونسية الجزائرية ,فهي من المقدسات التي لا تسامح مع من يتجرأ عليها. لذلك ستكون إجابة الأحرار والحرائر في تونس و الجزائر على هذه النذالة اليوم بداية من الساعة الخامسة والتي ستخفق فيها القلوب التونسية لمنتخب الجزائر في مواجهته مع منتخب الكوت ديفوار ثم بعدها وانطلاقا من الساعة الثامنة التي ستخفق فيها القلوب الجزائرية لمنتخب تونس في مواجهته لمنتخب غمبيا، أعني القلوب الطاهرة النقية التي تحب بإخلاص و دون حساب أو مساومة، وهي قلوب الأغلبية الساحقة و الحمد لله. وما نتمناه هو أن يستجيب الله لخفقان هذه القلوب الصادقة بأن يكتب النجاح للمنتخبين كي يواصلا المسيرة ويسعدا شعبين ستزداد علاقتهما عمقا و متانة رغم كيد الكائدين و حقارة الفاسدين.