مباراتنا ضد غامبيا ستكون في اعتقادي مباراة البشير بن سعيد حارس المرمى. هذا الحارس لم يواجه مواقف صعبة في المباراتين الأولى والثانية اللتين كانت مشاركته فيهما بمثابة التدريب الخفيف أو عملية إحماء قبل الدخول في المنافسة الجدية التي أعتقد أنها ستبدأ يوم الخميس في مواجهة غامبيا.
فلا الهجوم المالي ولا الهجوم الموريتاني قام بعمليات شكلت خطرا على مرمى بن سعيد وتطلبت منه تدخلات حاسمة. ولا أعتقد أن الأمر سيتواصل على ما هو عليه في اللقاء القادم الذي سيسعى فيه كل طرف لتأمين ترشحه على الأقل في المرتبة الثانية وهذا يشترط الفوز والفوز يتطلب المرور إلى مناطق الخصم بحثا عن تسجيل الأهداف.
و لقد لاحظت ما يمتاز به الغامبيون من لعب مبني على الفنيات ومهارات تجعلهم بسهولة يتدرجون نحو مرمى الخصم و يصنعون الخطر ويخلقون الفرص التي تزعج حراس المرمى، وهنا سيكون دور بن سعيد مهما جدا.
كما أن منتخب غامبيا يمتاز بخاصية أخرى ألا وهي التصويب الدقيق من بعيد خاصة عند تنفيذ الكرات الثابتة القريبة من مناطق مرمى الخصم و هذه ميزة وجب الإحتياط منها خاصة بعدم ارتكاب مخالفات في تلك المنطقة و إلا فإن الأمسية ستكون مضنية على حارس المرمى البشير بن سعيد الذي سيجد نفسه مطالبا بالتصدي لقنابل غامبية خطيرة جدا.
بن سعيد قادر على تأمين نجاتنا وتمهيد الطريق لمنتخبنا كي يحقق انتصارا يستعيد بفضله المكانة الدنيا التي تليق به في المجموعة.
لا أريد أن أحمّل هذا الحارس الأعباء وحده لكنني أقول هذا الكلام من منطلق الإيمان بأن الفريق الكبير يلزمه حارس كبير و مباراة الخميس هي فرصة لبن سعيد كي يثبت حجمه وقيمته و جدارته بالمكانة التي نالها و إذا ما نجح في ذلك فإنه سيكون العنصر الأهم في تحقيق غاية يرنو إليها شعب بأكمله و سيقضي على كل الشكوك التي تزعج مسيرتنا في هذه الدورة.
فحين نحس بأن شباك المنتخب مؤمنة، يدب الإطمئنان في نفوسنا و تزداد ثقتنا في أنفسنا و نمضي إلى الأمام دون خوف… و دون تهور أيضا.
لقد أشرت الى ما يميز المنتخب الغامبي وإلى الدور الذي سيتولى الحارس بن سعيد القيام به للتمهيد إلى انتصار تونس إن شاء الله. وهذا لا يعني أن هذا المنتخب هو أفضل منا أو أقرب منا إلى الإنتصار. فقط أردت أن أؤكد أن ضمان نظافة شباكنا هو جزء مهم لتفادي أي مفاجأة غير سارة. ونظافة الشباك يضمنها تنشيط دفاعي ناجع وحارس مرمى يكون بحق أسدا في عرينه.
والبقية بين أقدام اللاعبين الذين لن نشك لحظة في أنهم لن يساوموا في الدفاع على حق تونس في أن تكون ضمن صفوة المراهنين في هذه الدورة.
أكيد أن المدرب المنذر الكبير وباقي عناصر الإطار الفني سيولون بن سعيد العناية المطلوبة في ما تبقى من توقيت التحضير وأكيد أيضا أن فاروق بن مصطفى سيكون خير عون له وخير ناصح بفضل خبرة السنين التي قضاها في ملاعب إفريقيا.. وهو يواصل هذا الدور الذي قام به منذ بداية التربص مقدما صورة رائعة في نكران الذات و العمل من أجل نجاح المجموعة بعيدا عن المصالح الفردية.
إن نجاحنا لن يكون إلا بتواصل هذا التعاون الجميل الذي ميز فريق الكبير منذ وطئت قدماه ساحة المنتخب، وهذا في حد ذاته مكسب، وليوفقنا الله لندعمه بتحقيق مكسب آخر يأتي به البشير مساء الخميس.
شعاع من مارج: في انتظار البشير
