رياضة

شعاع من مارج: ارحموا الرجل !!

شعاع من مارج 14

لو سألني أحد أي شيء كنت أفضّل و أنا أتابع مباراة الأمس بين تونس و مالي ، أن تفوز تونس ويسقط الحكم سيكازوي مغشيا عليه أو أن ينهزم منتخب تونس مقابل نجاة الرجل من الموت فانني سأفضل حتما الاختيار الثاني.
لذلك فإنني أدعو إلى التعامل مع ما حصل بكثير من الإنسانية و الرحمة قبل التفكير في مصلحة أخرى. صحيح ان سيكازوي أخطأ في آخر المباراة في احتساب الوقت، و صحيح أيضا أن ثانية واحدة يمكن أن تغير نتيجة، لكن هذا لا يبرر تحاملنا عليه الذي وصل حد الاستهزاء به خاصة إذا علمنا ان سيكازوي يشكو صحيا وقد لاحظ الجميع أنه كان شبيها بفاقد الوعي في أواخر المباراة.
هذا يعني أن الحكم لم يتعمد ما حصل بل ربما كان الخطأ في أنه تحامل على نفسه من أجل إتمام اللقاء حفظا لماء وجهه و حفظا لماء وجه الكان و الكاف نفسها، وخاطر بحياته، فهل وجب أن نعاقبه بالسبّ والشتم والإستهزاء وهو المعرض الآن إلى عقوبة ستقصيه من المونديال الذي كان يمني به نفسه لختم مسيرته ؟
لقد تم نقل سيكازوي من ملعب المباراة إلى المستشفى لأنه كان في وضع صحي يتطلب التدخل و ما حصل له يمكن أن يحصل لأي موظف أو عامل أو لاعب أثناء أداء مهمته. لذا فالحادثة وجب أن نأخذها على ظاهرها دون البحث عن تعلات واهية و كلام فارغ لن يجدي نفعا بعد أن صار ما صار.
إذا كان هناك طرف وجبت مؤاخذته فهو لجنة التعيينات بالكاف التي كانت على دراية مفصلة بالوضع الصحي لهذا الحكم ورغم ذلك وضعته في إطار لا يلائم وضعه، أعني الإطار المناخي الذي كانت فيه الشمس حامية و الحرارة في حدود 34 درجة
مما أصاب الرجل بدوار جعله لا يفرق بين شاشة الفار و شاشة البي إن سبورت عندما اتجه للتثبت في إحدى اللقطات.
أين التقارير الخاصة بوضع كل حكم؟ وأين أطباء الكاف الذين جعلت لهم لجنة بطم طميمها و أين المتابعة الدقيقة لكل التفاصيل والاحتياطات التي وجب اتخاذها لضمان سير جيد للكان التي حولوها إلى مسرح مؤامرات منذ رحيل عيسى حياتو عن الكاف؟؟
نعم، إنهم يستبيحون كرة القارة اليوم و يتآمرون عليها إرضاء لسيدهم إينفانتينو الذي يسعى من ناحيته لإرضاء أولياء نعمته الذين أخرجوا الأخيار وجلبوا الأشرار وحولوا كرة القدم إلى مجرد فضاء مصالح و صفقات و ترضيات سياسية ثم يتبجحون برفضهم للتداخل بين السياسي و الرياضي. على من يضحكون؟ لن تنطلي علينا ادعاءاتهم بل لعلها تكون الدافع لنا كي نشك في كل شئ.

وبما أننا سنشك دعونا نسأل: من قال أن تعيين سيكازوي في لقاء الأمس لم يكن فصلا من فصول حملة الانتقام من كان الكاميرون و من الكاميرون بالذات التي لوت العصا في يد إينفانتينوو فيفته و كافه ؟
ألا يمكن أن يكون هذا واردا؟
نعم إنه وارد و في انتظار مؤامرات قادمة تستهدف هذه الكان التي قهرتهم تبقى الثقة في الكاميرون و في رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم النجم العالمي صامويل إيتو قائمة من أجل أن تتواصل الدورة و ترسي في شاطئ الخير رغم كيد السفلة..

Tagged , , , , ,

About عبد الباقي بن مسعود