لست مع من يعتبرون أن لقاء الغد بين المنتخب التونسي والمنتخب المالي هو لقاء المصير.. إنه لقاء عادي بين فريقين متقاربين في المستوى و انتصار أحدهما لا يعني الترشح كما أن انهزام احدهما لا يعني الخروج من كأس إفريقيا للأمم.
دور المجموعات يجب أن نخوضه إلى نهايته ودون حسابات مسبقة.. نخوضه بعقلية الانتصار في كل مباراة و لنترك الحسابات إلى النهاية.
في الكان الماضية في مصر لو تتذكرون لم ننتصر في أية مباراة في دور المجموعات.. حصلنا على ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات و ترشحنا ووصلنا نصف النهائي.
في كان سنة 1996 في جنوب إفريقيا تعادلنا في المباراة الأولى مع الموزمبيق ثم انهزمنا مع غانا لنفوز بعدها على الكوت ديفوار و نترشح إلى أن وصلنا النهائي.
في كان سنة 2000 انهزمنا في المباراة الأولى مع نيجيريا ثم تعادلنا مع المغرب واعتقدنا أنه من المستحيل أن نمر، كان يجب أن نفوز في المباراة الثالثة فوزا مشروطا بهزيمة المغرب بفارق هدفين ضد نيجيريا.. لم نحلم بها وقتها لكن الله كتبها لنا بعد أن فزنا على الكونغو بهدف نظيف و انهزمت المغرب ضد نيجيريا بهدفين نظيفين.
مثل هذه السيناريوهات التي عاشها منتخبنا في الكان تدعونا إلى عدم التخمر مع مباراة مالي مهما كانت نتيجتها.. لا بد من التفاعل مع الأحداث برصانة و حكمة و تحكم في النفس. خاصة عند تعاملنا مع المباراتين التاليتين والتي لن يأتي منافسانا فيهما للهزل و السياحة، فكل المنتخبات طامحة و كلها حالمة وأخطر من فيها، هذه المنتخبات التي تخوض مبارياتها بعقلية الرابح في كل الحالات على غرار منتخب الزمبابوي الذي رأينا ما فعله مع منتخب السنغال أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب.
منتخبنا التونسي لا بد له أن يقرأ الف حساب لمثل هذه التفاصيل. فمنتخبا موريتانيا وغامبيا هما منتخبا المجهول والمجهول قد يحمل مفاجآت لا نريدها أن تكون غير سارة. لهذا فإنني أعتبر أن الاحتياط في مجموعتنا يجب أن يكون من موريتانيا و غامبيا أما منتخب مالي فهو معروف ولا أريد أن اتفلسف كثيرا بالقول إن مواجهته أضمن من مواجهة المنتخبين الآخرين.
تذكروا جيدا أن المنتخب الذي فاجأنا في البطولة العربية هو آخر من كنا نعتقد أنه سيفاجؤنا، و حصل المكروه والحمد لله اننا تداركنا. كان بالإمكان في البطولة العربية أن نخرج من دور المجموعات رغم أننا واجهنا سوريا وفي جيوبنا ثلاث نقاط من المباراة الأولى لذلك قلت إن فوز المباراة الاولى ليس بالضامن لأي شئ ولا مجال لأن يكون دافعا لاستسهال الفرق الموالية خاصة اذا ما كانت على الورق اقل شأنا من الفريق الاول في المواجهة. تذكروا جيدا من أخرج منتخب المغرب الرهيب من كان مصر الماضية من الدور ثمن النهائي، تذكروا جيدا.. نعم منتخب البينين، وتذكروا إضاعة المغرب وقتها لضربة جزاء في الوقت البديل وبقدم تقدر قيمتها بالمليارات.
إنها كرة القدم لها أحكام ولها أفعال. صحيح أن لها منطق كثيرا ما يكون الغالب لكن الفارس فيها هو من يقرأ الحساب الخارج عن المنطق لذلك أكرر و أقول لنسورنا : الحذر الحذر من اللامنطق في مواجهتي موريتانيا و غامبيا أما مباراة الغد فليحصل ما سيحصل فلن تكون القيامة.