زملائي الإعلاميين الموجودين اليوم في الكاميرون , من تونس أرفع لكم القبعة وأحيّي الحماس الذي فيكم والذي دفع بكم إلى هذه “المغامرة” من أجل أن تنقلوا لنا المعلومة و تصفوا لنا المشهد وتوثقوا أحداث كأس إفريقيا للأمم، أهم دورة رياضية في القارة غير عابئين بما روي عن مخاطر أمنية في الكاميرون، و بالتحديد في ليمبي المدينة التي يقيم فيها منتخبنا الوطني، غير عابئين بهذه الموجة العارمة الجديدة من كورونا، غير عابئين بكل مصاعب النقل و الاعاشة و الإقامة التي تنتظركم.
إنكم حقا مجاهدون يفخر بكم كل إعلامي رياضي في بلادنا رغم التجاهل و الاستنقاص الذي يعانيه الإعلام الرياضي عندنا شأنه شأن الرياضة كلها فهي قطاع أو منطقة تضاف إلى كل المناطق المهمشة الأخرى، إنكم حقا فرسان الإعلام التونسي.
و رغم أن الرياضة تجود عليهم جميعا بالخير فإنهم يصرون على مكافأة الخير بنكران الجميل. إنهم لا يتذكرونها إلا لالتقاط الصور مع أبطالها الذين كثيرا ما رسموا الابتسامة على وجه هذا البلد. هم يسوّدون وجه البلد و الرياضة تنوره. فتبا لهذا الزمن الذي يكافئ على السواد و يعاقب علي النور.
أحبتي في قطاعنا الرياضي، بل النضالي، أقول لكم و أنتم في ادغال القارة لا تبتئسوا بما يحدث لأن التاريخ لن يحفظ إلا السمين أما الغث فمآله قاع حاويات القمامة.
دعوهم يواصلون العبث بأحلام هذا الوطن فسنتكفل بعون الله باسعاده ورسم آمال جديدة له بأن نكون دائما في قلب الحدث وأن نكون دائما فاعلين نقدم التضحية تلو التضحية من أجل أن نكون في مستوى تطلعات بني ارضنا الطيبة.
لن يثنينا تجاهلهم ولا تكبرهم ولا غرورهم عن مواصلة المسيرة بالأيمان الذي تربينا عليه.
دعوهم يعتبرون الإعلام الرياضي مجرد ديكور يزينون به حوانيتهم، فإذا بالإعلامي الرياضي يعاني الأمرّين و لم يبق إلا أن يقولوا له ذات يوم أن إيواءه في البيت هو مجرد مزية. ودعوهم يعتبرون الرياضة مجرد فضاء ترفيهي لا دور له في بناء نهضة هذا البلد. فعزاؤنا في كل هذا إيماننا و قناعتنا بالدور الريادي الذي تقوم به الرياضة بكل مكوناتها في البلدان المتحضرة المتقدمة الراقية المتطلعة إلى الطيران. إنهم يتجاهلون ذلك أو لعلهم يجهلونه، لكن الشئ المؤكد أنهم سيخضعون ذات يوم للأمر الواقع و سيأتوننا مطأطئي الرؤوس خجلا مما اقترفوا ويقترفون، و لن ينفعهم يومها اعتذار.
إلى هؤلاء نقول: إن مناضلي البلاد اليوم في الكاميرون يعيشون على إيقاع أهم حدث في القارة تصاحبهم قلوب ملايين التونسيين الذين يئسوا من حثالة الحثالة التي تنتصب على الناصية لتقتات من جسد هذا الوطن المنهك و تنهال عليه نهشا و تنكيلا.
من تونس العصية الأبية نحيي جميع الزملاء في الكاميرون. نحيي الزملاء الإعلاميين الذين سيجسدون حقا صورة الاختلاف البنّاء. صورة عجزوا هم عن رسمها منذ اكثر من عشر سنوات رغم أننا قدمنا لهم فيها عشرات النماذج و مازلنا نقدم و كان كل نموذج موشحا بانتصار رفع الهامات و ضمد بعض جراح هذا الوطن.
أي شر هذا الذي يقترفون؟
نحن نضمد الجرح و هم يفتحونه و يتركونه ينزف !!!
سنواصل و لن نمل، و سنمضي إلى الأمام، مادام في وطننا فرسان إعلام.