أمّا وقد استقر الرأي عند أهل الحل والعقد في الكرة التونسية على البحث عن خليفة مدرب المنتخب الأول، فإن نداء الواجب يلحّ علينا لتقديم النصيحة حتى ولو لم يطلبوها منا، بل حتى إن بدونا كالحمقى الذين يصيحون بواد غير ذي زرع.
ورغم أن أهل الحل والعقد قد انطلقوا فعلا في البحث عن خليفة المنذر الكبير قبل أن يسدل الستار على بطولة كأس العرب الفيفا 2021 التي استضافتها قطر منذ أيام، فإن الواجب يدفعنا لمعاضدتهم بالنصح لعلّ نصيحتنا تأتي بفائدة «محلية» و«وطنية»، فلا نكون كمن بحث عن الخليفة في خراسان بينما الأمير المنشود أمام الأنظار في بغداد فتصيب كرتنا – في مقتل- السهام في قلب الأعياد.
هذا ويفرض علينا واجب النصيحة أن نتجنب المخاتلة ونتجه مباشرة إلى كبد الحقيقة فنوفّر علينا وعلى مَنصُوحِينا إهدار الوقت في ما لا ينفع كرة القدم التونسية، ولذلك فإن موقع «زاجل» يسعده بالغ السعادة ويغبطه وافر الغبطة أن يقترح على الجامعة التونسية لكرة القدم «مبايعة» المدرب الشاب الطموح حاتم الميساوي وتسليمه مقاليد الحكم في «إمارة» نسور قرطاج فهو الخليفة الأنسب للمنذر وهو الأجدر بتولي المنصب وتحمل المسؤولية.
ويحقّ للسائل أن يسأل عن وجاهة اقتراحنا لاسم حاتم الميساوي مثلما يحق لنا بأن نقول بأن استحقاق الفتى لخلافة المنذر له حجج عديدة دامغة نتحفّظ على استعراض أغلبها ونحتفظ بها لأهل الحل والعقد في الكرة التونسية مراعاة لحياء الفتى وتواضعه الجم الذي سيحرجه طبعا أن نستعرض حجج استحقاقه كلها تماما مثلما سيحرج من سيسلمه المقاليد لأن تعداد المناقب قد يرفع أمر الصرف من بيت مال الرياضيين إلى أرقام شاهقة أظن أن الخليفة ومن يبايعه يتفقان على إبقائها وراء الستار.
غير أن تحفّظنا على تعداد مناقب حاتم الميساوي كلها لا يمنعنا من إعلان أهمها على سبيل الذكر لا الحصر وهي أن الرجل لن يأتي إلى عش نسور قرطاج من قارعة الطريق بل سيدخل العش قادما من عش آخر نمت فيه قيم الإدماج والرياضة والشباب وترعرعت حتى ترسّخت في «الخليفة المنتظر» مما يجعلنا مطمئنين راضين تمام الطمئنينة والرضاء على مستقبل المنتخب التونسي الذي سيكون بين أيديه منيعا من مرمى السهام فتكون كل أيامه من أيام الأعياد.
هذه كانت نصيحتنا لأهل الحل والعقد في الكرة التونسية، وهي لعمري نصيحة فرضها نداء الواجب ودافع الغيرة على مصلحة نسور قرطاج حتى يزداد الإدماج بين نماء ريشهم وحدة مخالبهم وصلابة مناقيرهم.