بشعره المجعّد الطويل، حاملاً الرقم 10، يتنقّل لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي اليافع حنبعل المجبري بسلاسة وخفّة فوق أرضية الملعب، مانحاً منتخب بلاده تونس تفوّقاً ملحوظاً في وسط الميدان خلال كأس العرب لكرة القدم المقامة في العاصمة القطرية الدوحة.
بدأ نجم المجبري بالسطوع في كأس العرب منذ المباراة الأولى لتونس أمام موريتانيا، والتي فاز بها “نسور قرطاج” 5-1، وكان للاعب الشاب البالغ 18 عاماً تمريرة حاسمة فيها.
واصل تألقه رغم الخسارة أمام سوريا بثنائية نظيفة في الجولة الثانية من دور المجموعات، حتى نال جائزة رجل المباراة أمام الإمارات، مساهماً في فوز منتخب بلاده وتأهله إلى ربع النهائي.
وها هو المجبري الآن يتحضّر لخوض نصف النهائي مع تونس، بعدما تأهلت الأخيرة على حساب عمان بالفوز 2-1.
يقول اللاعب الواعد لوكالة فرانس برس “لقد عدت للتو من الإصابة. لعبت مباراتين مع مانشستر يونايتد، وأنا هنا أصبحت جاهزاً أكثر فأكثر مع كل مباراة من خلال العمل الجاد”.
لكن مع مشاركته كأساسي في أربع مباريات في كأس العرب، يقول المجبري “لا يمكن أن تكون مشاركتي هنا مع تونس في كأس العرب إلا إيجابية، لأنني ألعب وأكتسب خبرة، ألعب ضد رجال، لأنه كما يعلم الجميع لا ألعب في الفريق الأول (مع يونايتد) أنا ألعب مع تحت 23 عاماً”.
ويضيف “صحيح أنني أتمرّن مع لاعبي الفريق الأول لكن الأمر ليس نفسه، والآن آمل أن ألعب مع الفريق الأول”.
وإن كان المجبري واحداً من أسلحة الحسم لـ”نسور قرطاج”، فإنه برز من قبل مع الفئات العمرية لـ”الشياطين الحمر” ولدقائق معدودة في الفريق الأول، حينما منحه المدرب المقال للفريق النروجي أولي غونار سولشاير فرصة المشاركة لثماني دقائق بدلاً من الإسباني خوان ماتا، في المباراة التي فاز فيها يونايتد على ولفرهامبتون 2-1 في ماي الماضي.
ومع رحيل سولشاير توالت التعليقات عن إمكانية عودة المجبري مع الفريق الأول ليونايتد، كما أن مشجعي الفريق باتوا يوجهون رسائل إلى المدرب المؤقت الألماني رالف رانغنيك عبر تويتر لأن يستدعي التونسي، حتى أن بعضهم اعتبر في تغريدة أن تواجده “سيحلّ أزمة خط الوسط”.
“سولشاير المعلّم”
وفي هذا الصدد يقول المجبري لفرانس برس “سولشاير المعلّم أعطاني فرصتي، وكان دائماً يعطيني النصائح لأعمل عليها، من سوء حظه ما حصل معه، لكنه أسطورة وعلينا أن نحترمه”.
ذلك لا يعني أن النادي الإنكليزي لا يتابع لاعبه في البطولة العربية التي تجري للمرة الأولى في نسختها العاشرة تحت مظلّة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
إذ أصدر “الشياطين الحمر” بياناً على موقعهم الإلكتروني يشيدون فيه بمساهمة “لاعب أكاديمية مانشستر يونايتد” بتأهل منتخب تونس إلى ربع النهائي.
يأتي ذلك في إطار الدعم للشاب الذي حلم بالدفاع عن ألوان منتخب بلاده، بعدما حرمته الإصابة من الالتحاق به خلال التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.
ويقول والد المجبري في إحدى المقابلات “حنبعل كانت له الرغبة في الانضمام إلى المنتخب التونسي خلال تصفيات بطولة كأس العالم، لكنّ الإصابة حرمته من ذلك، لقد كان متعطّشا للعب لبلاده في المباريات الرسمية بعدما شارك في بعض الوديّات، وعندما أتت فرصة كأس العرب تمسّك بها وألحّ على فريقه لتسريحه من أجل المشاركة في البطولة”.
وبين هنا وهناك، يعرف المجبري هدفه جيداً، فهو وإن أكد “ليس لدي قدوة في كرة القدم، أنا فقط أواصل العمل”، يبقى طموحه أن يصبح في مصاف الكبار.
ويقول “من الرائع أن أتدرّب مع لاعبين ممتازين، هو أمر جماعي، هناك (البرتغاليان) كريستيانو رونالدو وبرونو فرنانديش، و(الفرنسي) بول بوغبا. هناك فقط لاعبون من الصف الأول، لأن مانشستر يونايتد أحد أعظم الأندية في العالم”.